Preloader logo

عقارات الكويتيين في تركيا تخسر نصف قيمتها

بعدما فقدت عقارات  أكثر من ثلث قيمتها مقابل الدولار الأميركي منذ بداية العام، وتسجيلها هبوطاً حاداً أول من أمس بنسبة 24%، قبل أن يتراجع الهبوط إلى 13.7% في نهاية جلسة تداولات وول ستريت، ووصول سعر الصرف 6.43 ليرات للدولار ونحو 21 ليرة مقابل الدينار، يبدو أن المستثمرين الكويتيين في العقارات التركية باتوا امام خسائر قياسية مرجحة.
فقد جاءت التراجعات الحادة في سعر صرف الليرة لتفاقم من خسائر الكويتيين الذين أقبلوا خلال الأعوام الخمسة الأخيرة على شراء العقارات التركية في ظل حملات التسويق والمعارض العقارية التي كانت تُقام بشكل منتظم في السوق المحلية.
وأكد خبراء عقاريون أن من اشترى العقار التركي قبل عامين حقق خسائر فاقت %53 من قيمة الشراء بسبب انهيار سعر الصرف، أما من اشترى قبل عام فقد حقق خسائر بلغت 30% وفقاً لمتوسط أسعار العقار حالياً مقارنة مع وقت الشراء، بينما قضى نهائياً على مكاسب نمو العقار وفاق معدلاتها.
وكان العقار التركي قد حظي خلال السنوات الخمس السابقة باهتمام غير مسبوق من قبل الأسر الكويتية على الشراء، بعد سماح تركيا بتملك الأجانب للعقارات، وفي ظل ثورات الربيع العربي التي أبعدت أنظار المواطنين عن الشراء في الدول العربية المضطربة وما تتمتع به تركيا من مقومات سياحية وبيئية تجذب إليها السائح الخليجي بشكل عام والكويتي بشكل خاص.
وأشار الخبراء إلى ان التراجعات الحادة والمتواصلة لسعر الليرة أدت إلى تأجيل بعض المستثمرين قرارات التخارج من استثماراتهم العقارية خشية تسجيل خسائر فادحة، كما باتت قيم تأجير غالبية العقارات لا تتناسب مع حجم الاستثمار، إذ أصبحت لا تتعدى نسب 2% إلى 5% وذلك بعدما كانت تصل إلى 8 % في بعض المناطق، الأمر الذي جعل العقار التركي عبئاً على المستثمر الكويتي، وبات التخلُّص منه أمراً صعب المنال خلال الفترة الحالية.
وأوضحوا أن سوق العقارات في تركيا تنقسم إلى قسمين: الأول ويضم العقارات التي تُباع وتُشترى بالليرة التركية، ويضم أغلبية الشقق في تركيا، والتي تُعرض للبيع بالعملة المحلية سواءً أكانت هذه الشقق منفردة ضمن الأحياء السكنية العادية، أو شقق ضمن مجمعات سكنية بخدمات ذات جودة عالية، وهذه السوق بالطبع تأثرت بشدة نتيجة انهيار العملة التركية. أما القسم الثاني، فيشمل الأراضي والفلل الفاخرة التي تُباع وتُشترى بالدولار، وهذه السوق محدودة،حيث بدأت منذ أكثر من خمس سنوات مع بدايات تراجع الليرة، ولم تتأثر سلباً أو إيجاباً بسعر الصرف.
وقالوا إن انخفاض سعر الليرة التركية خلال السنوات الأخيرة ساهم جزئياً في جذب العديد من المستثمرين إلى سوق العقارات التركية، حيث اعتمدت أغلب المشاريع العقارية في إسطنبول وبورصة وغيرها على تسويق عقاراتها خارجياً، خصوصاً في دول الخليج، مما ساهم بالفعل في زيادة المبيعات بنسب بلغت 20%، ولكن تحول التراجعات المقبولة الى انهيار حاد في سعر الصرف كبدهم خسائر فادحة. ( القبس الكويتية)