دعا خبراء إلى خفض اعتماد الحكومة على إيرادات النفط في موازناتها خلال الأعوام المقبلة، مشيرين إلى أن أبرز التحديات التي يواجهها النمو المستدام في الدولة حالياً ناتج عن كون النفط هو المصدر الأساسي للإيرادات، وهو الحاصل على الحصة الأكبر في الناتج المحلي. وقالوا لـ «العرب»: إن تأثير النفط في الناتج المحلي لا يعتمد فقط على القيمة المضافة لهذا القطاع، وإنما أيضا له تأثير غير مباشر على القطاعات الأخرى، فالصناعات الأخرى في الاقتصاد تعتمد على النفط بشكل غير مباشر من خلال الإنفاق الحكومي، سواء الإنفاق الجاري أو الإنفاق الرأسمالي، فهو المحرك الرئيسي للنشاط الاقتصادي في القطاعات غير النفطية، وتحت هذا المنظور يعتبر تحقيق التنمية المستدامة يشكل تحديا كبيراً، لكنه لا يمنع من ضرورة الاتجاه إلى محاولة البدء في برامج تحقق التنمية المستدامة. وتستعرض «العرب» في هذه المتابعة تطلعات مجموعة من الشركات المتصلة بمؤسسة «قطر للبترول».
وأشاد الخبراء في الوقت نفسه بالسياسات التي تتبعها الدولة في استثمار إيراداتها في عدد من القطاعات الأخرى التي تدر عليها دخلاً كبيراً ومنها التوجه نحو الاستثمارات الخارجية، وهي الاستثمارات التي يتوقع أن تحقق إيرادات عالية خلال السنوات المقبلة من شأنها في أن تدعم موازنة الدولة خلال المرحلة المقبلة.
وقال هشام العمادي الرئيس التنفيذي لمدينة الطاقة قطر: إن إيرادات قطر للبترول تشكل العمود الفقري لاقتصاد الدولة، موضحاً أن قطاع النفط والغاز يعد المصدر الرئيسي لعائدات التصدير في قطر، لافتاً إلى أنه ورغم ذلك فإن قطر حريصة كل الحرص على أن تنوع من مصادر اقتصادها من خلال تطوير عدد كبير من القطاعات الأخرى غير النفطية، ومنها قطاع السياحة والاستثمار الخارجي، ودعم القطاع الخاص، حيث اتجهت الدولة إلى دعمه من خلال الإنفاق الحكومي، مشيراً إلى أن هذا القطاع يعد من القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على العقود من الحكومة.
وأوضح أن الإنفاق الحكومي المتوقع من قبل الدولة في السنوات العشر القادمة سوف يعمل بشكل كبير على دعم الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص بشكل أساسي.
تحول
وأشار إلى أن قطر قد تحولت في الفترة الأخيرة إلى مركز للسياحة والطيران، وذلك بفضل الدعم القوي والإنفاق المتزايد على هذا القطاع، ومنها نجاح الخطوط الجوية القطرية في أن تكون واحدة من أكبر وأهم خطوط الطيران في العالم، مشيراً في القوت نفسه إلى أن صناعة الفنادق والضيافة في قطر تتطور بسرعة وتشهد تطوراً ملحوظاً، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه صناعة المؤتمرات والمعارض قوة لافتة من شأنها أن تعلم على رفع نسبة الإشغال في الفنادق ودعم قطاع الفندقة والضيافة بشكل عام.
وحذر العمادي من التقارير التي تشير إلى التغيرات الهيكلية التي سوف تحدث في قطاع النفط والغاز على المستوى العالمي خلال السنوات المقبلة، والتي تشير إلى أن الولايات المتحدة سوف تسيطر على القطاع، وسيكون إنتاجها أعلى من إنتاج دول الخليج، مشدداً على أن حدوث ذلك من شأنه أن يحدث تغيرات في إيرادات دول الخليج متأثراً بهبوط أسعار النفط وبالتالي تأثر ميزانيات تلك الدولة ومنها قطر.
وشدد على ضرورة التركيز بشكل أعلى خلال المرحلة المقبلة على دعم العديد من القطاعات الأخرى بخلاف قطاع النفط والغاز ومنها قطاع الصناعة والخدمات والسياحة والاستثمار، وأن يكون هناك خطة مدروسة شاملة.