بيرول يخشى من “سيناريو الغرب المتوحش”
يرى خبراء طاقة أن تحذيرات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول من أن تؤدي أزمة الطاقة إلى تحطيم وحدة أوروبا، ليست غريبة بسبب التحديات التي تواجه القارة العجوز خلال فصل الشتاء وحاجتها الكبيرة لإمدادات إضافية من الغاز، مؤكدين أن نقص الطاقة يضع وحدة أوروبا تحت رحمة الطقس، إذ أنها يمكن أن تتجاوز الأزمة والاضطرابات الاجتماعية المتوقعة بسببها إذا جاء الشتاء معتدلاً وغير طويل.
وبيرول الذي يخشى من “سيناريو الغرب المتوحش” إذا قيدت الدول الأوروبية تجارتها أو توقفت عن التعاون مع جيرانها بسبب مخاوف من نقص الوقود هذا الشتاء، جاءت تصريحاته على هامش منتدى العمل العالمي للطاقة النظيفة الذي انعقد مؤخراً في بيتسبرغ بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية.
ويوضح الخبير الاقتصادي حسين القمزي، أن فاتح بيرول يتحدث عن سيناريو مروع ليس من الضروري أن يحدث، وخصوصاً أن تحذيراته جاءت بعد ورود أخبار تفيد بأن النرويج التي تعد أكبر منتج للغاز في أوروبا (وهي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي إلا أنها ترتبط بشكل وثيق مع الاتحاد من خلال عضويتها في المنطقة الاقتصادية الأوروبية)، قد توقف تصدير الغاز إلى جيرانها، لتحمي صناعتها من ارتفاع الأسعار، معتبراً في الوقت ذاته أن مخاوف النرويج مبررة، لأن محدودية الإمدادات الروسية ضاعفت الأسعار ما تسبب في الضرر للأفراد والشركات وبخاصة قطاع الصناعات التحويلية.
ويشير القمزي في حديثه لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أن تضاعف فواتير الكهرباء دفع الشركات في الصناعات الرئيسة إلى خفض النفقات وإرسال العمال في إجازات مفتوحة، في حين لجأت بعض الدول مثل إسبانيا وألمانيا إلى تقديم الدعم المالي للصناعات لتتمكن من مواجهة الوضع الراهن مع رهانها على عامل الوقت والذي تعتبره التحدي الأكبر لتجاوز الأزمة، فضلاً عن أن بعض الدول التي تخلت في السابق عن الوقود الأحفوري والطاقة النووية مثل ألمانيا أعادت فتح محطات الفحم والمواقع النووية المغلقة وتأميم شركات المرافق لإنقاذها من الإفلاس.
وأمام الأوروبيين حالياً خياران: الأول زيادة المعروض من الغاز المورد إلى القارة، والثاني تقليل الطلب، بحسب القمزي، الذي أوضح أن “محاولة حل الأزمة من جانب العرض تأتي مصحوبة بتحدي الوقت، إذ تتطلب زيادة تدفقات الغاز الطبيعي من دول أخرى غير روسيا بناء المزيد من خطوط الأنابيب، بينما يعني استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال إنشاء محطات مخصصة في أوروبا يمكنها إعادة تحويله، وهي عملية يمكن أن تستغرق من سنتين إلى خمس سنوات.
خبراء: نقص الطاقة يضع وحدة أوروبا تحت رحمة الطقس
