Preloader logo

تخفيف إغلاقات كورونا: هل الأولوية للاقتصاد أم للحفاظ على الأرواح؟

تحركت العديد من دول العالم، باتجاه مرحلة جديدة، تتجاوز مرحلة العزل الصحي التي فرضتها بشدة، للحد من تفشي وباء كورونا، باتجاه مرحلة جديدة تتمثل في العودة إلى حياة طبيعية، لكن وفق محاذير شديدة وتدابير صارمة، فيما يتعلق بشروط التجمع والاختلاط.

ولايخفي كثير من المسؤولين، في عدة بلدان من العالم، أن قرار العودة التدريجية والمشروطة للحياة الطبيعية، جاء بفعل التأثير السلبي المتفاقم، الذي تركته حالة العزل الصحي، على الاقتصادات التي تعطلت قطاعات كبيرة منها تعطلا تاما، في وقت يتزايد فيه الجدل والانتقاد، من قبل نقابات العمال والمواطنين العاديين للحكومات، لأنها ومن وجهة نظرهم، وضعت الإقتصاد أولا، وقبل الحفاظ على أرواح الناس وصحتهم، في وقت لم يتم فيه بعد، تطوير علاج ناجع أو لقاح ضد فيروس الكورونا.

ووفقا لتقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، فإن خمسة عشر دولة أوربية،بدأت بالفعل مرحلة جديدة من إجراءات رفع العزل، اعتبارا من الإثنين 4 أيار/مايو، لكن في ظل احتياطات واسعة، وتشير الوكالة إلى أن أبرز هذه الدول هي إيطاليا، وهي الدولة الأكثر تضررا بالوباء في القارة الأوربية، وحيث أودى كوفيد 19 بحياة 29 ألف شخص، وقد بات يسمح للسكان الآن هناك بالخروج، حسب خطط محددة تتفاوت بين المناطق، وفي حين قالت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لأمورغيزي، إن “الطوارئ لم تنته بعد”، كتبت صحيفة “كورييري ديلا سيرا”، أن “مسؤولية الشعب وحدها” يمكن أن تمنع حصول موجة ثانية.

وفي لندن تشير التقارير، إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، سيطرح الأحد المقبل، خطته لتخفيف الإغلاق، مع مناقشة ضوابط جديدة، حول كيفية الحفاظ على التباعد الاجتماعي في أماكن العمل، وتتضمن الإجراءات الجديدة التي تم وضعها مع رؤساء الشركات والنقابات العمالية، واطلعت عليها شبكة “بي بي سي” وصحيفة “فاينانشال تايمز”، تشجيعاً للعاملين في المكاتب على البقاء في منازلهم لأشهر عدة لتجنب إرهاق نظام النقل.

غير أن الحكومات تجد نفسها بين نارين، مع استمرار عملية الإغلاق منذ اسابيع، إذ أكدت عدة دول، على أن التكلفة الاقتصادية لاستمرار الإغلاق تبدو مدمرة، في ظل تعطل قطاعات كاملة عن العمل، منها قطاعات الطيران والمواصلات، وكذلك قطاعات الترفيه والمطاعم والفنادق، التي كانت تمثل ركائز للاقتصادات في عدة دول، وفي ظل مضي الحكومات قدما في تخفيف حالة الإغلاق، في حين تتعرض فيه لانتقادات واتهامات بأنها لاتحرص على حياة الناس، بدأت عدة دول في مناقشة الأساليب التي يمكن أن تساعد في عودة آمنة للحياة الطبيعية.

وفي بريطانيا على سبيل المثال، تقول إدارات المطارات، وسلاسل الوجبات السريعة وهيئات النقل العام، إنها تفكر في استخدام كاميرات التصوير الحراري، للمساعدة في وقف انتشار الفيروس، وتعتمد هذه الطريقة على تسجيل حرارة أجسام رواد المطارات أو المطاعم، وغيرها من الأماكن المزدحمة، بحيث يمكنها عزل من تشتبه بامكانية إصابته بالفيروس، إلا أن التقنية تواجه انتقادات على اعتبار أن العديد من حاملي الفيروس، قد لايطورون درجات حرارة مرتفعة، كواحد من أعراض المرض (بي بي سي العربية)