قرر البنك المركزي التركي في وقت مبكر يوم الاربعاء زيادة جميع اسعار الفائدة الرئيسية بشكل حاد مذعنا لضغوط السوق لوقف هبوط لليرة التركية تغذيه اضطرابات سياسية في الداخل ومخاوف من تخفيضات في اجراءات التحفيز النقدي في الولايات المتحدة
زاد البنك المركزي التركي اسعار الفائدة إلى 12 في المئة من 7.75 في المئة وسعر فائدة الإقراض لليلة الواحدة إلى 8 في المئة من 3.5 في المئة وذلك بعد إجتماع طارئ للجنة السياسية النقدية.
وتأتي هذه الخطوة لوقف التدهور المستمر لليرة التركية، مما أدى إلى إرتفاع قيمتها إلى 2.2 مقابل الدولار الأمريكي بعدما كانت قيمتها تعادل 2.253 .
وتردد البنك المركزي التركي بإتخاذ قرار زيادة نسبة الفائدة خوفاً من أن يتسبب بإلحاق الأذى بالاقتصاد التركي. ويأمل البنك المركزي التركي بأن يؤدي قرار رفع سعر الفائدة إلى جذب المستثمرين الأجانب لإيداع أموالهم في البنوك التركية، مما يؤدي إلى رفع قيمة الليرة.
وتتوقع الحكومة التركية إزدياد معدل النمو الاقتصادي في البلاد من 3.5 في المئة إلى 4 في المئة هذا العام.
وفي انتظار الاجتماع، توقف تراجع العملة الوطنية منذ الاثنين. ومنتصف نهار الثلاثاء، بلغ سعر الليرة التركية 2,2732 للدولار و3,1013 لليورو. وكانت بلغت مستويات تاريخية صباح الاثنين بلغت على التوالي 2,39 و3,27. وخسرت الليرة التركية اكثر من 30% منذ منتصف 2013.
وعلى غرار عملات البلدان الاخرى الناشئة التي تأثرت بتدابير الاحتياطي الفدرالي الاميركي، تاثرت الليرة التركية منذ اكثر من شهر، بتبعات الازمة السياسية الناجمة عن فضيحة الفساد التي تشوه سمعة النظام الاسلامي المحافظ الحاكم منذ 2002. ويحاول البنك المركزي منذ اسابيع دعم الليرة عبر ضخ كميات من السيولة عن طريق المناقصة لكنه لم ينجح. حتى انه تدخل الخميس مباشرة في الاسواق للمرة الاولى منذ سنتين، لكنه لم يحقق نتيجة.
وعلى رغم توافق المحللين على ضرورة رفع نسبة الفائدة، كان البنك المركزي يرفض حتى الان اعتماد هذه الوسيلة، نتيجة ضغوط الحكومة التي تتخوف من ان يؤثر ذلك على النمو في البلاد ويزيد من عجزها العام (اكثر من 7%). وعمد جميع الوزراء منذ اسابيع الى تكثيف التحذيرات من اي زيادة للنسب، مؤكدين ان الازمة “عابرة”. واكد اردوغان الثلاثاء في كلمته الاسبوعية امام نواب حزبه ان “الاقتصاد التركي قوي ويواصل تطوره بصورة دائمة”.
وجاءت الزيادة الحادة في اسعار الفائدة مفاجأة لكثير من المحللين الذين وصفوها بأنها “رسالة مهمة الي الاسواق”.