أعرب وزير التجارة النيوزيلندي تيم غروسر عن تفاؤله بشأن التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة الشاملة (FTA) التي من شأنها خفض الحواجز التجارية بين المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
واضاف غروسر أخبار العرب قبل مغادرته المملكة يوم الثلاثاء”اننا نحرز الكثير من التقدم من خلال اتفاقية التجارة الحرة بين نيوزيلندا ودول مجلس التعاون الخليجي وهناك فقط عدد قليل من القضايا القانونية التي يجري توضيحها وتسويتها”
السفير هاميش ماك ماستر الذي كان مع نائب رئيس البعثة غريغ لويس رافق غروسر خلال مقابلة حصرية في فندق في العاصمة السعودية.
وأضاف غروسر أن اتفاقية التجارة الحرة هي في إطار استراتيجية شاملة مع نيوزيلندا والتي سوف تتعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة على مدى السنوات الخمس المقبلة وقال انه اذا اتخذت اتفاقية التجارة الحرة الجانب الرسمي واقع الأمر فإنه سيتم أيضا تعزيز التجارة وخلق فرص عمل ووظائف ذات رواتب عالية وكذلك تحسين الدخل.
وقال “نحن مجرد جزء صغير من المعادلة ولكن تجربتنا مع اتفاقيات التجارة الحرة هي أنها يمكن أن تكون أيضا بمثابة منصات لتطوير أشكال أخرى التعاون بين البلدان أو فيما بينها”.
وعلى سبيل المثال قال “هذا الجزء من العالم غني بالطاقة الحرارية الأرضية ونحن يمكن أن نتساعد من خلال تدريب القوى العاملة للاستفادة وتطوير الطاقة الحرارية الأرضية في حال اصبحت اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ.”
وأضاف غروسر”وهذا الشيء الجيد ففي نيوزيلندا على سبيل المثال قامت بتدريب مهندسي الطاقة الحرارية الأرضية لعدد من الدول مثل الفلبين” وتعد هذه الزيارة الثانية لغروسر للعاصمة السعودية على الرغم من انه يسافر على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط.
وقال جروسر أن نيوزيلندا بقدر ما تتعامل مع ما تشعر به المنطقة وترى نفس الفرصة مع دول مجلس التعاون الخليجي كما فعلت مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ وعلى الرغم من أن هذا يتم “على نطاق أصغر نظرا لحجم دول مجلس التعاون الخليجي مقارنة مع الصين وشرق آسيا “.
“ومع ذلك فإننا نرى بعض الفرص بين نيوزيلندا ودول الخليج حيث يكونا متكاملان على الطاقة الذرية المتجددة ونحن نستورد الوقود الأحفوري منها ونقم بالمقابل بتصدير المواد الغذائية لدول مجلس التعاون الخليجي”
وأضاف “كما تعلمون فإن دول مجلس التعاون الخليجي تستورد ما يقرب من 80-90 % من احتياجاتها الغذائية ونيوزيلندا تزودها بــ 15 % من تلك الاحتياجات لذلك نحن نعمل على اعادة جزء كبير من الأمن الغذائي في المنطقة وعندما يتعلق الأمر بالأعمال التجارية الزراعية فان نيوزيلندا ليست دولة صغيرة وهي أكبر مصدر للأغذية الحلال في العالم “.
وأضاف أن إندونيسيا واحدة من الدول الإسلامية العملاقة وهي أكبر منتج (الطعام الحلال) ولكن “شعبها يستهلك الإنتاج الخاص بهم.”
وقال غروسر “نبيع الطعام الحلال إلى 43 دولة من مختلف البلدان الإسلامية في جميع أنحاء العالم نحن 4 إلى 5 أكبر مصدر للحوم البقر ونحن أيضا نصدر كمية كبيرة من المنتجات الزراعية ذات الجودة العالية.”
وذكر أن نيوزيلندا بدأ بانتاج المنتجات الزراعية ولكنها بحاجة الى المياه وان دول مجلس التعاون الخليجي والتي ليس لديها الكثير مضيفا أن 70 % من المياه العذبة في العالم ويستخدم في إنتاج الغذاء.
“وعلى المدى الطويل فان نظام التجارة الحرة هو أيضا يعتمد على استخدام الموارد الطبيعية ومواردنا هي من خلال المياه ووحسب تطبيقات العلم على إنتاج الغذاء في حين أن دول مجلس التعاون الخليجي عليها مراقبة الحدود العقلانية لاستخدام المياه”
جانبا من اتفاقية التجارة الحرة والتي تضع نيوزيلندا اللمسات الأخيرة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى هناك أيضا 85 شركة في المملكة تعمل في الأعمال التجارية الزراعية “ولدينا أيضا مجموعة متنوعة من المتخصصين ذوي المهارات المختلفة في دول الخليج ككل” مضيفا أن هناك أيضا 5،000 طالبا سعوديا في نيوزيلندا والذي سيشكل إضافة كبيرة للموارد البشرية في المملكة عند عودتهم الى المملكة العربية السعودية.
وأضاف أن نيوزيلندا توفر التدريب في مجال الطيران مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة على انشأت جامعة الطيران في دبي واختارت بلاده لتوفير مراقبي الحركة ومدربي للاشراف على الجامعة.