سجلت قيمة التداول في سوق الكويت للأوراق المالية أدنى مستوى لها منذ 19 شهرا وتحديدا في جلسة 4 نوفمبر 2012، حيث بلغت القيمة آنذاك 11.4 مليون دينار وهي قيمة قريبة من تداولات سوق الكويت أمس التي بلغت 11.8 مليون دينار.
وهناك 3 عوامل رئيسية وراء استمرار تدني مستويات القيمة النقدية المتدفقة إلى سوق الكويت المالي في الأسابيع الأخيرة وهي:
٭ الإحجام عن ضخ السيولة وسط تنامي قناعة المتعاملين بأنها أضعف بورصات المنطقة من حيث الفرص الاستثمارية الجيدة، وهو ما يتجلى في الارتفاعات المتتالية لأسواق المال الخليجية في الفترة الأخيرة، ما دعا كبار المتعاملين بالسوق إلى توجيه أموالهم إلى بورصات أفضل حالا خاصة أسواق الإمارات والسعودية وهي أسواق تجاوزت تداعيات الأزمة المالية واستعادت مستويات ما قبل الأزمة، أما بورصة الكويت فلاتزال محققة خسائر على مستوى القيمة الرأسمالية بـ 50%، فضلا عن خسائر مماثلة على مستوى المؤشر العام.
٭ هناك ضغوط يراها البعض متعمدة من قبل كبار المتحكمين في مسار السوق بهدف إظهار أن هناك إشكالية كبيرة يتعرض لها السوق لدرجة تدعو إلى التدخل السياسي وسط دعوات معلنة لإجراء تعديلات على مستوى قانون هيئة أسواق المال.
٭ استمرار المخاوف من ظاهرة انسحاب الشركات الكويتية من السوق، حيث تشير التوقعات إلى أن نسبة هذه الشركات قد تصل إلى 10% من إجمالي الشركات المدرجة، وهو ما يعزز من حالة العزوف عن الاستثمار في بورصة الكويت، وبالتالي الإحجام عن ضخ السيولة.
وكانت «الأنباء» قد أشارت في تقريرها مطلع الأسبوع الجاري إلى وجود تناقص تدريجي ملحوظ على مستوى قيمة التداول في آخر 3 أسابيع، حيث تراجع متوسط التداول اليومي من 35.5 مليون دينار في الأسبوع قبل الأخير من فبراير الماضي إلى 28.8 مليون دينار في الأسبوع الأخير من ذات الشهر، كما بلغ معدل التداول في الأسبوع الأول من مارس الجاري 27.1 مليون دينار، ووفقا لمعدلات التداول في جلسات الأسبوع الجاري بلغ متوسط التداول حتى قبل جلسة اليوم (الخميس) 17.3 مليون دينار، وهو معدل قد يكون الأقل منذ بداية 2014.
كمــــا شهـدت أسواق المال الخليجية تراجعات لافتة في تعاملات أمس، وكانت أكثر الأسواق تراجعا أسواق المال الإماراتية، حيث سجل سوق دبي خسائر بنسبة 3.8% ليهوي إلى دون مستوى 4000 نقطة وهو أعلى مستوى بلغه للسوق في أخر 5 سنوات، واستقر مؤشر السوق بعد خسارة أمس التي تجاوزت 155 نقطة عند مستوى 3935 نقطة جراء عمليات بيع واسعة طالت غالبية الأسهم في ظل رغبة واضحة من المستثمرين لجني الأرباح بعد المكاسب الكبيرة التي حققها السوق والتي بلغت منذ بداية العام الحالي قرابة 25%.
وتراجع سوق أبوظبي بشكل لافت بنسبة بلغت 2.7% ليهوى مؤشر السوق إلى مستوى 4650 نقطة بعد خسارته أكثر من 132 نقطة، وكان سبب التراجع الواضح هو